فينيـسيوس ورودري- صـراع الكرة الذهبية، غضب مدريد، وإصرار النجم
المؤلف: «عكاظ» (جدة) @okaz_sports09.22.2025

في ليلة اتسمت بالإثارة والتنافس الشديد، لم يتمكن نجم ريال مدريد، فينيسيوس جونيور، من الفوز بجائزة "الكرة الذهبية" لعام 2024، ليحتل المركز الثاني بعد الإسباني رودري، الذي نال الجائزة المرموقة بفضل أدائه المذهل مع نادي مانشستر سيتي ومنتخب إسبانيا. كانت الأنظار شاخصة نحو رودري أثناء صعوده إلى المنصة لاستلام الجائزة القيمة، إلا أن الأحداث التي جرت خلف الستار وردود الأفعال التي أعقبت الحدث، رسمت قصة فريدة من نوعها.
في أروقة مدريد، خيم الاستياء على الأجواء؛ حيث شعر الكثيرون بأن فينيسيوس، اللاعب الذي تألق بشكل لافت في الموسم المنصرم وكان له دور حاسم في مباريات لا تُنسى، كان الأحق بالفوز باللقب. كرد فعل على ذلك، قرر نادي ريال مدريد مقاطعة الحفل، مما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية وأثار تساؤلات حول المعايير المتبعة في اختيار الفائز.
بعد لحظات من انتهاء الحفل، أطلق فينيسيوس رسالة قوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ليعبر عن مشاعره العميقة بقوله: "سأكررها عشر مرات إذا لزم الأمر، هم غير مستعدين". في هذه الكلمات القليلة، أظهر فينيسيوس إصراره وثقته في قدرته على تحقيق الأمجاد، في رسالة حادة اللهجة لا تستهدف فقط مشجعي النادي، بل توجه سهامها أيضاً نحو الخصوم والمنافسين.
الصحافة الإسبانية في خضم المعركة.. وردود فعل متباينة
لم تكن وسائل الإعلام الإسبانية بعيدة عن هذا الحدث، بل كانت جزءاً لا يتجزأ من التفاعل. تباينت آراء الصحفيين والمحللين الرياضيين؛ حيث وصفت صحيفة "ماركا" هذا القرار بأنه "إجحاف كبير" بحق النجم البرازيلي، بينما ذكرت صحيفة "آس" أن "رودري يستحق الجائزة بعد موسم لا يُنسى"، معتبرة أن الفوز لا يقتصر على التألق الفردي فحسب، بل أيضاً على القدرة على تحقيق الألقاب مع الفريق والمنتخب.
في حين أشارت بعض الصحف الإسبانية، مثل "موندو ديبورتيفو"، إلى أن استياء ريال مدريد وفينيسيوس أمر طبيعي، إلا أن فوز رودري يأتي بعد تألقه اللافت، الذي ساهم في تحقيق ثلاثية تاريخية لناديه، بالإضافة إلى أدائه الثابت والمتميز مع المنتخب الإسباني.
دعم الزملاء وتعزيز المدرب أنشيلوتي
أظهر زملاء فينيسيوس دعماً كبيراً له، حيث عبر إدواردو كامافينغا عن مساندته قائلاً: "أنت الأفضل يا أخي، عظمتك لا تُقاس بجائزة". كما وجه المدرب كارلو أنشيلوتي، الذي فاز بلقب أفضل مدرب في الحفل نفسه، رسالة دعم لفينيسيوس قائلاً: "إنه يستحق هذه اللحظة كأي نجم آخر، أنا فخور جداً بجهوده وإسهاماته".
أصداء عالمية ومستقبل واعد
تابعت وسائل الإعلام العالمية هذا الحدث من زاوية مختلفة، ورأى بعض المحللين أن رسالة فينيسيوس تعكس "قصة طموح لم تكتمل". وتوقع البعض أن يصبح فينيسيوس، بإصراره وروحه القتالية، أقوى في المواسم القادمة، وأن تكون هذه الخسارة بمثابة حافز إضافي له لإثبات جدارته وقدراته.
في ظل هذا الجدل، يبقى السؤال قائماً: هل كانت جائزة "الكرة الذهبية" لعام 2024 مجرد تقدير لموسم حافل بالإنجازات؟ أم أنها ستكون نقطة تحول في مسيرة فينيسيوس، تدفعه للعودة في العام المقبل ليتوج بالجائزة، بعد أن أشعل في قلوب محبيه وعداً لا ينطفئ؟